2025-09-22 04:38:55
بعد سبعة مواسم من الانتظار، يسير أتلتيكو مدريد بخطى ثابتة نحو لقب الدوري الإسباني للمرة الحادية عشرة في تاريخه، في مشهد يعيد إلى الأذهان أمجاد موسم 2013-2014. المفارقة الكبرى أن هذا الإنجاز المحتمل يعود في جزء كبير منه إلى هدية غير متوقعة من برشلونة نفسه: المهاجم الأوروغوياني المخضرم لويس سواريز.
فريق دييغو سيميوني، المتصدر بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد، بالإضافة إلى امتلاكه لمباراة مؤجلة، قدم عروضاً استثنائية هذا الموسم، حيث خسر مرة واحدة فقط. في آخر مواجهة أمام فالنسيا، قدم الفريق نموذجاً رائعاً للعزيمة بعدما قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز مثير 3-1، سجل خلالها سواريز الهدف الثاني الذي أعاد الأمور إلى نصابها.
الهدف كان الثاني عشر للمهاجم الأوروغوياني في الدوري هذا الموسم، ليتقاسمان صدارة الهدافين مع المغربي يوسف النصيري مهاجم إشبيلية. الأرقام تتحدث عن نفسها: سواريز يحتاج فقط إلى 92 دقيقة ليسجل هدفاً، بينما يحتاج براثويت إلى 428 دقيقة لكل هدف.
كل هدف يسجله “البيستوليرو” يذكر جماهير برشلونة بالمأساوية التي ارتكبتها إدارة النادي الكتالوني عندما أطلقت سراح أفضل من حمل الرقم 9 في تاريخ النادي. المقارنة مع المهاجم الحالي مارتن براثويت تؤكد الفجوة الهائلة بين المستويين، رغم أن الدنماركي يصغر سواريز بخمس سنوات.
سواريز يثبت أنه لا يزال من الطراز العالمي رغم بلوغه الـ34 من العمر. أهدافه تأتي بتنوع لافت: 6 بالقدم اليسرى، 4 باليمنى، وهدفان بالرأس. دقته في التسديد تصل إلى هدف من كل 1.5 تسديدة، بينما براثويت يحتاج إلى 3.5 تسديدات لكل هدف.
الأهم من الأرقام هو التأثير التكتيكي الذي يقدمه سواريز. مجرد وجوده على أرض الملعب يشكل كابوساً للدفاعات، ويخلق مساحات لزملائه، ويضفي ثقة على خط الهجوم. تأثير لا يقارن بما يقدمه براثويت في الهجوم الكتالوني.
قصة سواريز مع أتلتيكو مدريد تثبت أن القيمة الحقيقية للاعب لا تقاس بعمره أو ثمن انتقاله، بل بمقدار تأثيره على الفريق. الانتقال المجاني من برشلونة قد يكون أفضل صفقة في تاريخ الدوري الإسباني هذا الموسم، وربما يكون المفتاح الذي سيعيد لقب الليغا إلى واندا ميتروبوليتانو بعد غياب طويل.