2025-09-24 05:18:46
يجلس عبد الجبار مشوش، أسطورة نادي الترجي التونسي ونجم المنتخب الوطني السابق، في شقته المتواضعة بحي المنار، محاطاً بعلب الأدوية وقوارير المياه. يداه ترتعشان وهو يطالع صحيفة رياضية، بينما ينفث دخان سيجارته بحركة آلية تعكس حالة التشتت التي يعيشها.
تبدو حياة النجم السابق، الذي أضاء ملاعب تونس في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وكأنها حلقة مفرغة من المعاناة. يعيش مشوش البالغ من العمر 79 عاماً مع زوجته في شقة قديمة، يواجه تهديداً بالإخلاء بسبب عجزه عن دفع الإيجار. هذه الصورة المؤلمة لأسطورة كروية تثير تساؤلات حول مصير الرياضيين بعد الاعتزال.
قضى مشوش عقداً كاملاً (1962-1972) مع الفريق الأحمر والأصفر، خاض خلالها أكثر من مائتي مباراة، وسجل 66 هدفاً في الدوري محتلاً المركز الثالث في ترتيب هدافي النادي. كان يحرز الأهداف في المباريات المصيرية، منها 7 أهداف في شباك النادي الأفريقي في أقوى مواجهات الكرة التونسية.
يروي مشوش للجزيرة نت: “كنت أصغر لاعبي الترجي في بداية الستينيات، كنا نتقاضى 5 دنانير عن كل فوز (ما يعادل 1.5 دولار)”. ويضيف بحسرة: “لم أفكر في العمل بعد الاعتزال، كان رئيس النادي الراحل محمد الزواوي يقول لي العب كرة القدم وستضمن مستقبلك منها”.
بعد مسيرة تدريبية قصيرة انتهت عام 2006، وجد نفسه في مواجهة قاسية مع الحياة. يعترف: “حياة الرياضيين قصيرة ومشوار الشهرة وجيز، وهذا يستوجب التفكير في ضمان حياة لائقة بعد الاعتزال”. ويوجه نداءً للقائمين على الترجي: “أمضيت أكثر من 5 عقود داخل النادي وخرجت دون أن أكسب شيئاً سوى الإنجازات التي حفظها التاريخ”.
في تونس، توجد جمعيات داعمة للاعبين السابقين، مثل جمعية قدماء لاعبي المنتخب التونسي التي تأسست منذ أكثر من 10 سنوات. يقول رئيس الجمعية مختار ذويب، أحد نجوم كأس العالم 1978: “نحن على بينة من الأوضاع الصعبة للاعبين السابقين، وعبد الجبار مشوش يستحق حياة كريمة في مثل هذه السن”.
تستعد الجمعية لانعقاد جمعيتها العمومية في 22 فبراير الجاري لتشكيل هيئة جديدة تدرس ملفات النجوم السابقين المهددين بالفقر والمرض. هذه المبادرة تمثل بصيص أمل في نفق مظلم، لكنها تبقى غير كافية أمام حجم المعاناة التي يعيشها أبطال الساحرة المستديرة بعد اعتزالهم.
