2025-09-24 05:31:33
أثارت تصريحات أسطورة كرة السلة الأمريكية شاكيل أونيل حول توريث ثروته لأولاده جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والمالية. اللاعب الأسطوري الذي جمع ثروة تقدر بأكثر من 400 مليون دولار خلال مسيرته الرياضية والعملية، وضع شروطاً صارمة أمام أبنائه الستة للحصول على أي جزء من هذه الثروة الضخمة.
في حديث خاص لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، أوضح أونيل البالغ من العمر 49 عاماً أنه يرفض فكرة توريث الثروة بشكل تقليدي. بدلاً من ذلك، يشترط على أبنائه إثبات جدارتهم واستحقاقهم للحصول على الدعم المالي. “لسنا أغنياء.. أنا الغني”، كانت هذه العبارة التي بدأ بها رسالته الواضحة والصادمة لأبنائه.
جمع أونيل ثروته الضخمة ليس فقط من خلال مسيرته الرياضية الناجحة مع فرق مثل لوس أنجلوس ليكرز وميامي هيت، حيث حقق بطولة الدوري الأمريكي للمحترفين 5 مرات، ولكن أيضاً من خلال عقود الرعاية والإعلان المربحة، بالإضافة إلى استثماراته التجارية الناجحة في مختلف المجالات.
لكن رغم هذا الثراء الفاحش، يصر أونيل على أن التعليم يأتي في المقام الأول. فهو يريد لكل واحد من أبنائه الحصول على شهادة جامعية، ويطمح أن يبرز من بينهم طبيب أو محام أو صيدلي أو رائد أعمال ناجح. بالنسبة له، النجاح الأكاديمي والمهني هو الأساس الذي يجب أن يبنى عليه أي دعم مالي.
“لن تحصلوا على شيء مني، يجب أن تثبتوا أولاً أنكم تستحقون الحصول على ذلك”، هكذا خاطب أونيل أبنائه بوضوح لا لبس فيه. وأضاف: “إذا كنتم تريدون مني الاستثمار في إحدى شركاتكم، فسيتعين عليكم تقديم عرض يقنعني بذلك، لن أقدم لكم أي شيء مجانا”.
هذا الموقف الصارم يأتي من قناعة راسخة لدى أونيل، الذي يريد تجنب الأخطاء التي وقع فيها العديد من المشاهير وأبنائهم. يوضح قائلاً: “بعض المشاهير مجانين، أنظر إلى الطريقة التي يعاملون بها الناس، وماذا يفعلون، وما يقولونه؛ لم أكن هكذا قط ولا أريد أن أكون هكذا أبدا”.
يؤكد أونيل أنه “شخص عادي، بدأ من لا شيء، وتابع أحلامه وجعلها تتحقق”. لكنه يرى أن هذا النجاح لا يجعله أفضل من الآخرين، ولا أكثر ذكاءً منهم. “مجرد أنني أمتلك مزيدا من المال لا يعني أنني أفضل منك”، هي الرسالة التي يريد توصيلها لأبنائه وللجميع.
هذا النهج التربوي والمالي الذي يتبناه أونيل يعكس فلسفة عميقة في التربية والمسؤولية المالية. فهو لا يريد أن يربى أبناءً يعتمدون على ثروته، بل يريدهم أن يكونوا أفراداً منتجين ومستقلين، قادرين على بناء نجاحهم الخاص بأيديهم، تماماً كما فعل هو.
في النهاية، تبقى رسالة أونيل واضحة: المال ليس حقاً مكتسباً، بل هو مكافأة على العمل الجاد والتفوق. وهذه القيم هي الإرث الحقيقي الذي يريد أن يتركه لأبنائه، أكثر من أي ثروة مادية.